رَمَــضـــانُ تَـبْـكِـي ؟!
( البحر الكامل )
شعر : محمد رحيمي لفسيسي ( المغرب )
رَمَضانُ تَبْكِي كَيْفَ أَمْسَحُ أَدْمُعَـكْ ؟
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْمَحَبَّةَ أَضْلُعَـكْ !
فَكَمَا بُـكـَاؤُكَ مِنْ فــِرِاقِ أَحِـبـَّةٍ
فَالْحِبْرُ مِنْ قَلَمِي يَصـُوغُ تَوَجُّـعَـكْ
هَذَا خِضَمٌّ مِنْ مَـشَـاعِـرَ دَاخـِلِي
دَعْنِي بِأَشْـعَـارٍ أُشَنِّفُ مَسْـمَعَـكْ
فَوْقَ النُّـجُـومِ عَلى الْيَراعِ مُحَـلِّقٌ
لِأَرَاكَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَ أَسْمَـعَـكْ
وَشَكَكْتَ فِي قَوْلِي لِأَنِّيَ شَاعِــرٌ
وَالْبُلْبُلُ الْـغِـرِّيـدُ عُمْقِيَ أَقْـنَـعَـكْ
وَأُشـِيرُ عَنْ كَثَبٍ إِلَيْكَ بِـإِصْبَـعِـي
لَمَّا تُـشِـيـرُ وَلاَ تُحَرِّكُ إِصْـبَـعَـكْ
يَا شَهْر إِنْ شَهَتِ الشُّهُـورُ شَـهَـادَةً
فِي الْأَرْضِ ، قَالَتْ أُمَّةٌ : مَا أَرْوَعَـكْ !
فَسَنَاكَ مِنْ رَبِّ السَّمَـاوَاتِ الْـعُـلاَ
فَلِذَاكَ سَـنـَّكَ لِلْأَنَــامِ وَ شَــرَّعَـكْ
رَمَضَانُ فِي حَرْبٍ تُـغَـادِرُ أَرْضَـنَـا
نَحْتَاجُ - مَا زِلْنَا - مُدَاكَ وَ مَـدْفَعـَكْ
هَذَا الْـوَبَاءُ عَلَى الْبَسِيطَـةِ كَانَ إِنْ
عَمَّ السَّنَاءُ ، يَخَافُ يَقْرَبُ مَوْضِعَـكْ
وَ كَادَ يَخْنـقـُنِي سُـؤَالُ جَهُـولَــةٍ
لَوْ خَيَّرُوهَا لَاصْـطَفَتْ أَنْ تـَمْنَـعَـكْ
قَالَتْ :《 أَعَنْ رَمَضَانَ تَنْفُثُ آهَـةً
وَ أَحَرَّ صَدْرَكَ -كَمْ سِنِينَ- وَ جَوَّعَكْ ؟》
قُلْتُ : 《الَّذِي فِي الْحَجْرِ صَبَّرَ أُمَّتِي
إِنْ لَمْ أُبَادِلْهُ الْوَفـَاءَ ، فَبِي دَعَــكْ
مَنْ تَـتَّـهِمِينَ بِسُـوء ِ فَـأْلِ جَبـِينِـهِ
كَمْ سَاقَ مِنْ نِعَمٍ إِلَيْك ، فَمَـتَّـعَكْ
فَوَدِدْتُ لَوْ أَنَّ السِّنِينَ جَـمِـيـعَـهَا
هَذَا الَّذِي يَوْماً بِحَــجْـرِكَ رَوَّعَـكْ》
وَسَأَلْتُ نَفْسِي : هَل ْ تُـرَاكِ سَعِيـدَة
بِقُدُومِ شَهـْرٍ أَمْ بِـشَهـْرٍ وَدَّعَــكْ ؟
فَأَجَبْتِنِي بِالنَّفْيِ أَنْتِ قَـصِـيـدَتِـي
فَأَطَلْتُ خَاتِمَةً لَأَشْـرَحَ مَـطْـلَـعَــكْ
ضَحِكِي وَدَمْعِي أَوْ أَسَايَ وَ فَرْحَتِي
كُلٌّ تَشَتَّـتَ فِيكِ ، كَيْفَ لِأَجْـمَـعَـكْ ؟
وَدَّعْتَ يَا رَمَـضَـانُ كُلَّ بُــيُـوتِـنِــا
يَا لَيْتَ جَائِحَـةً قَدِ انْتَـقَـلَتْ مَـعَـكْ
مَا كُنْتُ أَسْمَحُ بِابْتِعَادِكَ عَـنْ يَـدِي
لَوْلاَ شُهُـورٌ تـَسْـتَـعِـدُّ لَـتَـتْـبَـعَـكْ
شعر ( ي ) : محمد رحيمي لفسيسي ( المغرب ).
25/05/2020
الْخِضَمّ : البحر العظيم - شَهَاهُ : أَحَبَّهُ وَ رَغِبَ فيه - السَّنَاءُ : النُّورُ - الْأَنَامُ : الْخَلْق - عن كَثَب : عن قُرْب - الْمُدَى : جمع مُدْيَة وهي السكين الكبيرة - البسيطة : الْأَرْض - أَحَرَّ صَدْرَكَ : عَطَّشَك - الدَّعَكُ : الْحُمْقُ - الْأَسَى : الْحُزْنُ - اصطَفَتْ : اختارتْ - اليَرَاع : الْقَلَم .
( البحر الكامل )
شعر : محمد رحيمي لفسيسي ( المغرب )
رَمَضانُ تَبْكِي كَيْفَ أَمْسَحُ أَدْمُعَـكْ ؟
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ الْمَحَبَّةَ أَضْلُعَـكْ !
فَكَمَا بُـكـَاؤُكَ مِنْ فــِرِاقِ أَحِـبـَّةٍ
فَالْحِبْرُ مِنْ قَلَمِي يَصـُوغُ تَوَجُّـعَـكْ
هَذَا خِضَمٌّ مِنْ مَـشَـاعِـرَ دَاخـِلِي
دَعْنِي بِأَشْـعَـارٍ أُشَنِّفُ مَسْـمَعَـكْ
فَوْقَ النُّـجُـومِ عَلى الْيَراعِ مُحَـلِّقٌ
لِأَرَاكَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَ أَسْمَـعَـكْ
وَشَكَكْتَ فِي قَوْلِي لِأَنِّيَ شَاعِــرٌ
وَالْبُلْبُلُ الْـغِـرِّيـدُ عُمْقِيَ أَقْـنَـعَـكْ
وَأُشـِيرُ عَنْ كَثَبٍ إِلَيْكَ بِـإِصْبَـعِـي
لَمَّا تُـشِـيـرُ وَلاَ تُحَرِّكُ إِصْـبَـعَـكْ
يَا شَهْر إِنْ شَهَتِ الشُّهُـورُ شَـهَـادَةً
فِي الْأَرْضِ ، قَالَتْ أُمَّةٌ : مَا أَرْوَعَـكْ !
فَسَنَاكَ مِنْ رَبِّ السَّمَـاوَاتِ الْـعُـلاَ
فَلِذَاكَ سَـنـَّكَ لِلْأَنَــامِ وَ شَــرَّعَـكْ
رَمَضَانُ فِي حَرْبٍ تُـغَـادِرُ أَرْضَـنَـا
نَحْتَاجُ - مَا زِلْنَا - مُدَاكَ وَ مَـدْفَعـَكْ
هَذَا الْـوَبَاءُ عَلَى الْبَسِيطَـةِ كَانَ إِنْ
عَمَّ السَّنَاءُ ، يَخَافُ يَقْرَبُ مَوْضِعَـكْ
وَ كَادَ يَخْنـقـُنِي سُـؤَالُ جَهُـولَــةٍ
لَوْ خَيَّرُوهَا لَاصْـطَفَتْ أَنْ تـَمْنَـعَـكْ
قَالَتْ :《 أَعَنْ رَمَضَانَ تَنْفُثُ آهَـةً
وَ أَحَرَّ صَدْرَكَ -كَمْ سِنِينَ- وَ جَوَّعَكْ ؟》
قُلْتُ : 《الَّذِي فِي الْحَجْرِ صَبَّرَ أُمَّتِي
إِنْ لَمْ أُبَادِلْهُ الْوَفـَاءَ ، فَبِي دَعَــكْ
مَنْ تَـتَّـهِمِينَ بِسُـوء ِ فَـأْلِ جَبـِينِـهِ
كَمْ سَاقَ مِنْ نِعَمٍ إِلَيْك ، فَمَـتَّـعَكْ
فَوَدِدْتُ لَوْ أَنَّ السِّنِينَ جَـمِـيـعَـهَا
هَذَا الَّذِي يَوْماً بِحَــجْـرِكَ رَوَّعَـكْ》
وَسَأَلْتُ نَفْسِي : هَل ْ تُـرَاكِ سَعِيـدَة
بِقُدُومِ شَهـْرٍ أَمْ بِـشَهـْرٍ وَدَّعَــكْ ؟
فَأَجَبْتِنِي بِالنَّفْيِ أَنْتِ قَـصِـيـدَتِـي
فَأَطَلْتُ خَاتِمَةً لَأَشْـرَحَ مَـطْـلَـعَــكْ
ضَحِكِي وَدَمْعِي أَوْ أَسَايَ وَ فَرْحَتِي
كُلٌّ تَشَتَّـتَ فِيكِ ، كَيْفَ لِأَجْـمَـعَـكْ ؟
وَدَّعْتَ يَا رَمَـضَـانُ كُلَّ بُــيُـوتِـنِــا
يَا لَيْتَ جَائِحَـةً قَدِ انْتَـقَـلَتْ مَـعَـكْ
مَا كُنْتُ أَسْمَحُ بِابْتِعَادِكَ عَـنْ يَـدِي
لَوْلاَ شُهُـورٌ تـَسْـتَـعِـدُّ لَـتَـتْـبَـعَـكْ
شعر ( ي ) : محمد رحيمي لفسيسي ( المغرب ).
25/05/2020
الْخِضَمّ : البحر العظيم - شَهَاهُ : أَحَبَّهُ وَ رَغِبَ فيه - السَّنَاءُ : النُّورُ - الْأَنَامُ : الْخَلْق - عن كَثَب : عن قُرْب - الْمُدَى : جمع مُدْيَة وهي السكين الكبيرة - البسيطة : الْأَرْض - أَحَرَّ صَدْرَكَ : عَطَّشَك - الدَّعَكُ : الْحُمْقُ - الْأَسَى : الْحُزْنُ - اصطَفَتْ : اختارتْ - اليَرَاع : الْقَلَم .
