حريتي
و نظرتُ نحو طيفي المشاح عنك
بقفاره يبكي دياره وُدِّعت
فغَلَقْتُ تاريخا و كان مؤلما
سارت لتبحث يوم سارت أوجعت
ما كان يُجْدي من جروح كلَّفت
ملح مدامعي و هدوئي أفْزعت
ما كان يُجْدي من رسائل بعثرت
فتحت نوافذي كل شيء وسَّعت
كنت تركت كل شيء مبهما
و كمدتُ صرختي لو تركتها لوَّعت
و تركتُ أشيائي الجميلة كلها
و تركتُ ذاتي عند بابك ضُيِّعت
و رحت أمشي بفتات كان لك
أحلامي تترى فيه تغفو تربعت
ما نظرتُ خلفي ما ظننت أن أعود
وأعود أصلح ما الليالي بشَّعت
لكن محال أن نعاوده النظر
و اليوم يمحو ما القلوب ضاجعت
ليت القلوب قي الصدور أُسْمِعت
و نار وِجْدي أُطْفئت ما وُلِّعت
ليت إ ذا سُغناها نحن نظلم
و كل ليت في التمني تتبعَتْ
لكن حقيقتها إذا جاء القدر
طارت حروفا من ثلاث أدمعت
فكل من جاء فلي شيء خلق
جاء يُروِض في معالم طُوِّعت
أو جاء يعطي من دروس أبْهِمت
بالدمع تُفهم وحدها إن أُعْطِيَتْ
و طريقُك منه يديَّ جُرِّحت
سالت شجوني إذ هي قد أبدعتْ
و أرى غروبه بين خيطان الأصيل
و الريح يأخذُ كلَّ شيء جمَّعت
تأخذ سنيني إذ مشت ما جاملت
و أراها أرضك من بعيد شُيِّعت
غير كتابٍ أو زهورٍ إحتوت
و نيرانها و دخانها قد ضُيِعت
حتى الرضيع إذ يناغيها خفت
علم بأنها أحرقت من أرضعت
و دخانها قد أعمى كل قرية
يمر يلفح كل شيء شرَّعت
و أنا التي قدَّت دخانك كلَّهُ
وخرجت منه كدولة قدصارعت
عهدا تخادعها عليه وقَّعت
وشفيعها الحرية إذ أرجعت
عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق