شيء تغَير
لِمَا عُدْتِ يوماً بعد زمانٍ
و جئتِ تقولين صدقا أُقَدِرْ
و تُرْدِين ودِّي محض كلام
و تُنِْبتِي فيا أشياءً لا تخطرْ
دَفَنْتُ ألمًا بعُمق كبيرٍ
فكيف أحييتِ ألمًا تَبَخَرْ
و كيف تركْتِ خيوط الطفولة
كسرتِ نجماً بضوءٍ مُعَبِرْ
و كُنْتُ بنيتُ الصداقة صرحاً
و صُنت فيها الوردَ المعطّر
ولَففتُ قَلبكِ بشيء كبير
و زدتُ الوفاء له لم أؤخرْ
و انت قرأتِ شيئا غبياً
و صُغْتِ أمراً له لم أُشَفِرْ
و كنتُ أقولُ كلاما صريحا
و انت تُعيدين قولا مبَعثرْ
ووسط الصداقة ليس الذكاء
له من محلٍ فيها فَيُذْكَرّ
بسيطة بساطة ذاك اللقاء
فقط لو تركتِ حسابا مُدَمِرْ
و كان واضح صِدْق كلامي
فلو كان كذباً ما صار خِنجَرْ
لَكُنت مررْتُ عليه مروراً
و أنسى ألاما فيا تُزَمْجِرْ
و صدق المشاعِرْ هو يُمَحْوِرْ
أنينا كبيرً لك انت ينظرْ
فهيا تذكرِ ماذا فعَلْتِ
أم الوقت ماضٍ و قلبي تكَسرْ
و كم خَلَقْتُ لك منه عُذْرًا
أقول نسيتِ أقولُ تُغيِّر
و لما جار عليَّ الزمان
إذا انت أول من كان يغْدُرْ
و كنت أراها بكِلتى يديكِ
سهاما كثيرة أقول تُفَكِرْ
و رُحْتِ بكل فخرٍ تقولي
أنا من أُريدُهْ له سأُدمِرْ
و مَرَتْ سنينا نسيتُ الديار
و عُذرُكِ ظل واهٍ و مُسفِر
و بعْدَ العناء المريرِ الكبير
تُعيدي قيوداً و طعنة خنجرْ
تقُولي بأنّ القدر أراد
و أنه آخرٌ كان يؤثرْ
و أنّ الشمس أخْفتْ ضياءً
و أنّ الهلال ليس مُدَوّرْ
أتَعْلمي أنّ القلوبَ مرايا
و صِدقُ السريرة هو من يُصوِرْ
و قَدْ خَدَشْتِ زُجاجكِ فيا
و غَرَبْتِ صدقا شيئا وأكثرْ
فدرسُكِ ذاك أدمى فؤادي
حَفِظْتُهُ عندي و لن يتكررْ
تَرَكْتُ كل البشرِ بجنبٍ
و عدتُ إلى خالِقي و المدبِر
فحُبُهُ وحدهُ عمقٌ كبيرٌ
و من غيرُ ربي لقلبي سيَجْبُرْ
تُدَاوى الجروحُ بقلبٍ مُشِعٍ
ونورُهْ تعالى به قَلْبي يُفْطَرْ
سأمسحُ دمعك رغم ألامي
و لكن في قلبي شيئا تغير
فطيمك فيا ما عاد يبكي
نسىي الحليب وراح تحرر
عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق