كسوادٍ في المقل
قد سرنا نحن و الحياة لا ملل
لولا الإله ما عرفنا لم نزل
كُنا فُرَادى و إجْتَمَعْنا كلنا
بعد إجتماع إفترقنا للأجل
و سِرنا نحن و خُطانا ثابتة
و قُلنا ريِحٌ لن تُغَيِّيبَ ذا الامل
انت رُحْتَ يومها انت إختفيت
قلتُ يَعُودُ أيّ شيءٍ ينتحل
يعود ريحا أو خيوطا او خريف
هذي العهود فيها قد مات الزَلل
و انت رُحتَ لم تراودني عليك
و خُطْتَ قلبي بشعَاعٍ يضمحِل
أكنتُ فيك كامل الصفات قل
و كنتَ انت في رواياتي البطل
أخرجتُ قلبي ونقشْتُك ذكريات
لما كَبُرتَ قد سقيْتَنيِ بالعلل
مُرُّ الوجود قد أداريه أنا
و أنا فؤادي من سِنيِن مُبْتذَلْ
يضحكُ عُنْوة ربما هو يبتسِم
يُخْفِي وجوهاً فيه كانت تنعزِل
يخْفي أناه كأشياء ضامرة
يُطلِقهُ وحده في الصحارى كالإبل
تُخْفِي المياه في سنام ظهرِها
و أنايا صُغْتُهُ في وجودي كالمثل
و صرتُ أمشيِ كالغريب في داره
يهوى الديار بفؤاد مُرتَخل
عُلِقْتُ شيئاً ليس يحي بالوجود
محض شعاع راح مني وأفل
طول طريقه مرّغ فيَّ الشجون
إن قال أتْرُك قلتُ أرجوك تظل
فأنا حياةٌ في مماتٍ صُغْتُه
صُغْتُ القليلَ والكثِير يَستَحِلْ
و العُمقُ فيا في عيُوني كلها
و انت فيها كالسواد في المقل
عبدلي فَتِيحَة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق