الجدار
قطَّعت قلبي بين كل ذي الصور
تبكيك عَيْنِي والمناظر تنتحر
أهو الشعور يعترينا كي يضر
أم ذا الحنين وُلِدَ فينا ما إحْتضر
يا أيها الشيخ الكبير هل تقُلْ
للبرد كُفُّ وبعيداً إستقر
يا أيها الرجل الوقور هل يحن
ذاك الجِدَارُ أكثر منّا ...البشر
قطعت قلبي بدموعِك كالسيوف
أهو الجدار يسمَعُ دمعا قطَرْ
هل مِتنا نحن في الوجود هكذا
نكْبُرُ يوما ونصير نندثر
نركض نحن لا حدود للطريق
ذقنا الشباب و ذا شيب ينتظر
هذي يديك من يُضَمد دمعتك
لَو كَان إبْناً ساند عند الكبر
سيبقى فينا ذا الجدار شاهد
ربما يوم يَبكي فيه من عَبَر
هل كنا نكبر ويكَبَرُ غيرنا
لنصير نحن كهشيم يستمر
مثل الرياح للتراب تحمله
وسطى الصحارى لتُبعثره عثر
كم غرَّ فينا ذا التجبر كلنا
نقولُ نفعل و نروح ننفجر
أهي القلوب بالصدور قد عمت
لتصير شيئا و تصيرنا حجر
أهي الخطوب من يُبكيك بقسوة
أم الرغيف لم تجده بالسحر
ليت سؤالي انت عنه ستجيب
تضفي إرتياح ونفسي تعتبر
قد مرَّ فيا الف سؤل وجواب
لكن شعوري كبراكين تطر
هذي الحياة لياليها كالكتاب
تنْصُرْكَ يوما وليال تنتصِرْ
تُعْطيكَ شيئا و كثيرا تسلبه
تبني جبالا تزلزلها لا تذر
عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق